مفهوم العولمة Globalization
تعتبر العولمة Globalization من أهم المصطلحات المعاصرة في عالم التكنولوجيا على الصعيد العالمي من خلال المفاهيم والحقائق والتجليات وكذا المخاطر التي يحتويها٬ والذي جعل مجموعة من المفكرين في العصر الحديث يشددون على ضرورة الانتباه الى مجموعة من التغيرات التي قد تحدث مستقبلا في مختلف القطاعات خاصة في مجال التكنولوجيا الحديثة٬ من خلال الدعوة الى زيادة الوعي ومسايرة مختلف التطورات التي قد تشهدها النظم المعلوماتية وانعكاساتها سواء على الفرد أو على المجتمع في ظل الانفتاح الذي تشهده مختلف الدول على ثقافات وحضارات بمختلف أشكالها وأنواعها.
وهو ما جعلنا في مدونة واحة المعلوميات نؤكد على أن العولمة باعتبارها مصطلح جديد في منظور البعض٬ إلا أنها تبقى ظاهرة قديمة وذلك لكون الحضارات الانسانية طوال التاريخ تتوسع وتنتشر وتتغير بفعل التطورات التي تشهدها٬ ونتيجة تقدمها وازدهارها في شتى المجالات وبالتالي يمكن القول أن ظاهرة العولمة تكونت بفعل المنافسة التي شهدتها مجموعة من الدول فيما بينها لتطوير اقتصادياتها ورغباتها في بلوغ مستويات متقدمة خاصة بين القوى العظمى٬ وتحقيق الابتكار التكنولوجي إظافة الى تحديث أنظمتها للرفع من معدلات الانتاج والتبادل.
إن مفهوم العولمة في العصر الحديث لا زال يحتفظ بين تناياه بعبارات ودلائل غامضة على اعتبار أن العالم أصبح قرية صغيرة يشتد فيها الصراع بين مختلف مكوناته بهدق تحقيق السيطرة المطلقة في مختلف المجالات خاصة المجال التكنولوجي والمعلومياتي لما يحظى به من أهمية كبيرة في بسط السيطرة على هذا العنصر الحيوي الذي ما فتئ يلقي بظلاله على الافراد والمجتمعات من خلال استنزاف ثرواتهم وخيراتهم وهو ما جعل الغني يسيطر على الضعيف ويخضعه لرغباته ومصالحه الشخصية.
فظاهرة العولمة باعتبارها ثورة علمية اقتصادية وتكنولوجية تغطي العالم بشبكة الاتصالات والمواصلات والتي ساهمت في ظهور مجموعة من المفاهيم والقيم السلوكية أثرت بشكل فعال على مختلف جوانب الحياة البشرية سواء الخاصة منها أو العامة والتي أفرزات لنا عالمين متناقضين :
1- عالم القوى العظمى ذات الامتيازات والامكانيات الكبيرة يسير من قبل مؤسسات وشركات عملاقة
2- عالم الدول النامية أو الفقيرة ذات طاقة تكنولوجية ضعيفة ومحدودة يتم استنزاف ثرواته من قبل الدول المتقدمة.
أهداف العولمة :
تتعدد الاهداف العامة للعولمة والتي سنوضحها على الشكل التالي :
1- تحقيق انفتاح الدول على السوق العالمي بدون حواجز جمركية أو قيود مادية وإقامة سوق عالمية تشمل العالم بأسره وتمتد على مختلف قطاعاته وأفراده ومؤسساته يتم من خلاله عرض موروثهم الثقافي والفكري٬ وبالتالي جعله كثلة واحدة متجانسة ومتكاملة ومتفاعلة.
2- توحيد المصالح والمنافع المشتركة سواء من حيث تحقيق السلم والامان ونبذ الاختلاف والتطرف عن طريق التصدي لأي خطر يهدد الاستقرار والامن العالمي وتوحيد التعاون المشترك بهدف القضاء على بؤرة النزاع بين الخصوم ومصادر التوتر والقلق وبالتالي تنمية حاجات الاطراف وخلق الثقة فيما بينهم.
3- توحيد لغة تواصلية بين جميع دول العالم بشكل سيمكن لا محالة في الرفع من نسبة تبادل المعلومات والمعارف خاصة في المجال التكنولوجي والمعلومياتي وتخليق مراكز تبادل البيانات وتسهيل الاندماج الاقتصادي والاجتماعي بين الشعوب.
4- غرس قيم روحية جديدة في طموحات البشر وتتبيث الاحساس والشعور المطلق بالانسانية البشرية رغم اختلاف عرقهم وأجناسهم ودولهم بهدف إزالة كل أشكال التطرف والعنصرية وبلوغ عالم انساني يحضى بقيم التعاون والتسامح والاخلاق الحميدة.
5- تقليل الفوارق الطبقية في مستويات المعيشة ومتطلبات الحياة واقامة عالم يسوده المودة والالفة وقيم الحرية العدل وتضمحل فيه كل أشكال الحقد والطمع وحب الذاث.
خصائص العولمة :
وتتميز العولمة بمجموعة من الخصائص أهمها ما يلي :
- تحول القطبية من ثنائية الى أحادية تتمثل في الولايات المتحدة الامريكية التي بسطت سيطرتها على مختلف جوانب الحياة سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية وكذا التكنوجية وخدمة ذلك لمصالحها وأغراضها الشخصية.
- ظهور شركات متعددة الجنسيات وسيطرتها على اقتصاديات العالم تستغلها الدول السبع الكبرى أمريكا وكندا والمانيا وايطاليا واليابان وانجلترا وفرنسا لتحقيق أهدافها ومصالحها.
- عدم قدرة الدولة على مواجهة هذه الشركات المتعددة الجنسيات وعجزها عن حماية اقتصادياتها.
- غرس قيم الوحدة والالفة والتعاون بين البشر ونبذ الفوارق الطبقية واختلافات العرق والجنس والثقافة.
- انقسام العالم الى مناطق متطورة ومزدهرة وأخرى متخلفة بسبب ضعف امكانياتها وقدراتها المحلية.
0 التعليقات
إرسال تعليق